خروج الفقر والمسكنة عن معناهما الصحيح بسبب الفرق في تعريفهما
فالمهم أن كلمة: الفقر أو المسكنة لهما معنيان: معنى لغوي، ومعنى اصطلاحي خاص يقصده العباد، أو الصوفية ، أو السالكون، أو الزهاد وما أشبههم، فالفقر في لغة العرب وهو ما جاء في القرآن المقصود به: عدم المال. والشيخ يقول هو على معنيين، ومنهما: التواضع؛ بغض النظر عن كثرة المال أو قلته، لا كما يظن أولئك؛ فهم أخذوا المعنى الاصطلاحي وظنوا أنه عدم المال، فأنزلوا هذا المعنى على هذا اللفظ، فظنوا أن الفقر الذي يمدح أو يثنى عليه، وكذلك المسكنة التي تمدح الواردة في الحديث السابق، وفي حديث: ( فيّ الضعفاء والمساكين ) وأمثاله؛ أنها بمعنى عدم المال. وأحياناً قد يخرج الاصطلاح عن الأصل، وتكون الكلمة في الاصطلاح لها معنىً جديداً، والخلط بينهما خطأ، وهذا كثيراً ما يقع.